نص كلمة فخامة الرئيس المشاط خلال تدشين المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في عام 2020

ألقى فخامة المشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم كلمة خلال تدشين المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في عام 2020، فيما يلي نصها..
 
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
 
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمينَ ، والصلاةُ والسلامُ على سيدِنا محمدٍ وعلى آلِهِ الأطهارِ ، ورَضِيَ اللهُ عن صحابتِهِ المنتجَبين.
الحُضُورُ الكريمُ جميعاً كل باسمه وصفته.
السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..
يُسْعِــــــدُني اليومَ أن أُرَحِّـــبَ بكم وأُحييَــــكم جميعاً ، بمناسبةِ تدشينِ الخطةِ الاستراتيجيّةِ للعامِ 2020 من المرحلةِ الأولى لتنفيذِ الرؤيةِ الوطنيّةِ.. هذهِ الفعاليةُ الهامةُ التي تنطلقُ من صنعاءَ عاصمةِ الجمهوريةِ اليمنيّةِ ، وقلعةِ الصمودِ والتحدِّي لأبشعِ وأعتى عدوانٍ في التاريخِ الحديثِ والمُعَاصِرِ.
ويأتي هذا التدشينُ مع بدايةِ عامٍ جديدٍ ، نحنُ على ثقةٍ بإذنِ اللهِ تعالى وعونِه وتوفيقِه ، أَنه سيكونُ عامَ الانتصارِ الكبيرِ ، سواءً على مستوى البناءِ والإصلاحِ المؤسّسيِّ ، أَو على مستوى الجبهةِ العسكريّةِ ، وفرضِ استقلالِ وسيادةِ بلدِنا وردعِ العدوانِ الأمريكيِّ الصهيونيِّ السعوديِّ الإماراتيِّ ، وقد قطعنا في ذلك شوطاً كبيراً بتضحياتِ الشرفاءِ وصمودِ الأبطالِ ، وما يزالُ أمامَـــنا الكثيرُ لمواجَهةِ التحدياتِ ، مما يقتضي تظــافُــرَ الجُهُــودِ حتى تحقيقِ النصرِ الناجِــزِ بإذنِ اللهِ ، وثقتُنا بالانتصارِ نابعةٌ من إيمانِــنا وتوكُّلِـــنا المطلَقِ على اللهِ عزَّ وجَــلَّ ، وإدراكِــنا لحجمِ الجهودِ المبذولةِ والطاقاتِ الكامنةِ لدى أبناءِ هذا الشعبِ العزيزِ ، وقدراتِه وتصميمِه الكبيرِ على النهوضِ والحريةِ ، وما هذا الصمودُ المشرِّفُ لخمسةِ أعوامٍ إلا ثمرةٌ من ثمارِ هذا التصميمِ ، وهذه الروحيةِ المشتعلةِ بالإباءِ والعزةِ والكرامةِ في أعماقِ كُـلِّ مُواطِـنٍ.
وأَوَدُّ في البدايةِ أَن أُشِيْـــدَ بالإنجازاتِ والجهودِ المشرِّفةِ ، التي تحقّقتْ في العامِ 2019 م ، على مستوَى تعزيزِ القُــدُراتِ الدفاعيةِ وتطويرِ الصناعاتِ العسكريَّةِ في مختلفِ المجالاتِ.
كما نشيدُ بالانتصاراتِ الكُبرى التي حقّقها شعبُنا ، والضرباتِ الموجِعةِ التي تلقاها العدوُّ ، والتي أوصلت صمودَ وعزيمةَ هذا الشعبِ ، إلى كُـلِّ أنحاءِ الدُّنيا ، وجعلتْ كُـلَّ القوى الشريرةِ المعاديةِ لبلادِنا في قلقٍ وتوجُّــسٍ من قدراتِ شعبِنا على الدفاعِ عن نفسِه ، وقلبِ كُـلِّ المعادلاتِ والاستراتيجيّاتِ العسكريّةِ والجيوسياسيّةِ في المنطقةِ.
كما إننا جميعاً نعيْ ونُدرِكُ العلاقةَ الوطيدةَ بينَ تحقيقِ البناءِ والتنميةِ ، وبسطِ الأمنِ والاستقرارِ وتعزيزِ السكينةِ الداخليةِ.
 
الحضورُ الكرامُ:
إنَّ دماءَ الشهداءِ من مجاهدي الجيشِ واللجانِ الشعبيّةِ وآلامِ الجرحى والأسرى والظروفَ المعيشيةَ القاسيةَ التي يُعانيها المُواطِنُ اليمنيّ وكافةَ التضحياتِ الجسيمةِ التي يقدِّمُها الشعبُ لمواجهةِ العدوانِ والحصارِ الظاِلمِ ، تُحَتِّــمُ علينا المُضِيَّ بِـكُــلِّ جِــدٍّ واهتمامٍ وبروحيةِ المقاتِلِ اليمنيّ باتّجاهِ بناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ ، ومن المُهِمِّ تظافُـــرُ الجهودِ وتكثيفُ العملِ لمسابقةِ الزمنِ وُصُولاً للأهدافِ التي نصبوْ إليها ، ولا شَكَّ أننا اليومَ نحقّقُ خطوةً هامةً في هذا الاتّجاهِ من خلالِ تدشينِ تنفيذِ الخطةِ المرحليةِ الأولى.
حيثُ تُمثِّلُ عمليةُ التخطيطِ الاستراتيجيّ ضرورةً مُلِحَّةً فَرَضَت نفسَها بقوةٍ على كافةِ الأُطُــرِ والمستوياتِ ، فمنذُ إطلاقِ الرؤيةِ الوطنيّةِ لبناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ في الـ 24 مِنْ إبريلَ 2019م وجميعُ الوحداتِ التنظيميةِ لإدارةِ وتنفيذِ الرؤيةِ ومعَها كافةُ وحداتِ الجهازِ الإداريِّ للدولة تشهدُ حراكاً استراتيجيًّا كبيراً وتعملُ بجهودٍ حثيثةٍ للقيامِ بدورٍ مؤثِّـــرٍ في المساهمةِ بتحقيقِ هذه الرؤيةِ ، لا سيما أنها وَضَعَتْ جميعَ أجهزةِ الدولةِ أمامَ تَحَــدٍّ كبيرٍ وامتحانٍ عسيرٍ نحوَ إعدادِ وتنفيذِ خططٍ واقعيةٍ وتحقيقِ إنجازاتٍ ملموسةٍ ، وباتَ اليومَ على جميعِ الوزاراتِ والمؤسّساتِ والمحافظاتِ دورٌ كبيرٌ في تنفيذِ هذهِ الرؤيةِ والمُضِيُّ قُدُماً في تحقيقِها على أرضِ الواقعِ.
 
الإخوةُ والأخواتُ.. الحُضُورُ الكرامُ:
تُشكِّلُ الخطةُ المرحليةُ الأولى بعونِ اللهِ الإطارَ الذي يُوَجِّهُ عملَنا نحوَ تحقيقِ غاياتِنا وأهدافِنا الوطنيّةِ العُليا التي تتجسَّدُ مرحلتُها الأولى في وضعِ الأُسُــسِ المتينةِ لبناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ؛ باعتبَارِها خطةَ تحوُّلٍ نوعيةً تهدِفُ إلى تحقيقِ مستهدفاتِ الرؤيةِ الوطنيّةِ ، والغاياتِ والتطلعاتِ النبيلةِ لشعبِنا اليمنيِّ العزيزِ.
ونُجدِّدُ التأكيدَ هُنا أن وثيقةَ الرؤيةِ الوطنيّةِ وخططَها المرحليةَ هي وثائقُ استراتيجيّةٌ للتنفيذِ وليست للمزايدةِ السياسيّةِ والإعلاميةِ ، وسنعملُ بِـكُــلِّ عزمٍ وإصرارٍ على نقلِ هذهِ الاستراتيجيّةِ إلى حَـــيِّــزِ التنفيذِ الفعليِّ ، مستمِدِّينَ العونَ من العليِّ القديرِ ، ومستلهمينَ روحَ الصمودِ والتحديْ والإنجازِ من تجربةِ قِيادتِنا الثوريةِ ومجاهدينا الأبطالِ.
ولقد آثرنا أَنْ تكونَ الرؤيةُ الوطنيّةُ لبناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ 2030م وآليتُها التنفيذيةُ وثائقَ يمنيّةً خالصةً تمَّ إعدادُها بكفاءاتٍ يمنيّةٍ متميزةٍ بِـكُــلِّ تفاصيلِها سواءً مِن حيثُ الفكرةِ أَو عمليةِ الإعدادِ الموضوعيِّ والتنظيميِّ ، بما يُعَبِّرُ عن مِلكيةِ اليمنيّينَ لمصيرِهِم وتجسيدِ ريادتِهم وإرادتِهم في بناءِ دولتِهِمْ.
 
الحاضرون جميعاً:
إنَّ أبلغَ دليلٍ على جدوى الأفكارِ الجادةِ والرؤى المدروسةِ هو تحويلُها إلى واقعٍ ملموسٍ ، وفي هذا الصددِ نؤكّـدُ اليومَ وبكُلِّ ثقةٍ أننا قادرونَ على تحقيقِ ذلك بعَونِ اللهِ رغمَ الصعوباتِ والأخطارِ المحدقةِ والتحدياتِ التي ورثناها من أنظمةٍ كان نهجُها في الحُكمِ تمكينَ الأوصياءِ على البلدِ وتجويعَ الشعبِ وتجهيلَه لصالحِ أهدافِ القوى الأجنبيةِ على حسابِ مصالحِ وأَولويّاتِ أبناءِ اليمنِ.
ونُهِيبُ بالجميعِ مضاعفةَ الجهودِ وأَن يكونَ عامُ 2020 عامَ البناءِ والعملِ ، عامَ الجِدِّ والاجتهادِ والبذلِ والعطاءِ ، عامَ الانتصارِ والحريةِ من خلالِ شراكةٍ فاعلةٍ بين الحكومةِ وكافةِ أصحابِ المصلحةِ من شركاءِ التنميةِ من القطاعِ الخاصِّ والمجتمعِ المدنيِّ؛ وفاءاً لأولئكَ الأبطالِ الذينَ ضَحَّوا بأنفسِهم وبذلوا أرواحَهم في سبيلِ أَن يحظَى أطفالُنا بمستقبلٍ أفضلَ وليسَ ذلك علينا ببعيدٍ.
إنَّنا اليومَ نقفُ بفخرٍ واعتزازٍ أمامَ المنجزاتِ التي يحقّقُها شعبُنا وسطَ تحدياتٍ غيرِ مسبوقةٍ ، فكما صنعت سواعدُ يمنيّةٌ صواريخَ باليستيةً بعيدةَ المدى ، وكما طوَّرت عقولٌ يمنيّةٌ طائراتٍ مسيَّرةً تسافِــرُ آلافَ الكيلومتراتِ رغمَ الحِصارِ وتبايُنِ القُدُراتِ ، فمهما كانتِ التحدياتُ فلنْ يكونَ هناكَ عائقٌ أَو مانعٌ بعَونِ اللهِ منْ تنفيذِ خطةٍ عمليةٍ مدروسةٍ تنهَضُ بكافةِ مؤسّساتِ البلدِ ويعودُ نفعُها على كُـلِّ مواطنٍ يمنيٍّ.. ، إنَّ هذا المشروعَ الوطنيَّ اليومَ هو غايةُ نضالاتِ الآباءِ والأجدادِ وأبسطِ استحقاقاتِ الانتصاراتِ اليمانيةِ الفَذَّةِ ، لننفضَ عن أنفسِنا غُبارَ الوصايةِ والهيمنةِ والإذلالِ التي أرادت قوى الشرِّ والاستكبارِ إغراقَنا فيها إلى الأبدِ ونحنُ قادرونَ على ذلكَ حتماً.
ولهذا فالجميعُ اليومَ بمختلفِ فئاتِهم وانتماءاتِهم معنيون بإنجاحِ هذا المشروعِ الوطنيِّ الكبيرِ والمساهمةِ الفاعلةِ في تحقيقِه فنحنُ على سفينةٍ واحدةٍ والوطنُ وطنُنا جميعاً والمستقبلُ مرهونٌ بالتكاتُفِ والتعاوُنِ والإخاءِ ، ونحن جادُّونَ على ضمانِ ذلكَ؛ مِـنْ أَجْــلِ الجميعِ ولصالحِ الجميعِ ومِنْ موقعِ المساواةِ في الحقوقِ والواجباتِ ، وإنفاذِ القانونِ على الكبيرِ قبلَ الصغيرِ ، وتحقيقِ العدالةِ الاجتماعيةِ والاستعانةِ بالكفاءاتِ وبالمفاضَلةِ حسبَ القدراتِ لا حسبِ الأهواءِ والمصالحِ.
وحتّى لا تبقى هذه الخططُ في الأدراجِ ، بل تُترجَمُ عملياً في كُـلِّ يومٍ بالجدِّ والعملِ حسبَ الجدولِ الزمنيِّ المُقَرِّ ، وبما يُحَوِّلُ هذهِ الرؤيةَ إلى واقعٍ ملموسٍ فَإِنَّنا سنراقبُ الأداءَ عن كَثَبٍ ونُقيِّمُ الإنجازَ على مستوى كُـلِّ جهةٍ وعبرَ الأُطُرِ المعنيةِ بذلك ، وستلقَّى الجهاتُ المتفوقةُ والسبَّاقةُ والمتميزةُ في تحقيقِ الإنجازِ وفقَ المعاييرِ المطلوبةِ التقديرَ والتكريمَ التي تستحقُّ ، في حينِ أَن الجهاتِ التي ستتخلَّفُ عن رَكْبِ البناءِ والتطويرِ والإنجازِ ستتمُّ مساءَلتُها ومحاسبةُ المسؤولين عليها واستبدالُهم بآخرينَ قادرينَ على العملِ وفقَ آمالِ الشعبِ.
وانتهِـــزُ هذه المناسبةَ لأُعلِـــنَ اليومَ عن جائزةٍ رفيعةٍ ستُمنـَـــحُ لأفضلِ جهةٍ حكوميةٍ تقومُ بتنفيذِ خططِ الرؤيةِ الوطنيّةِ لتكونَ نموذجاً وقُدوةً لباقي الجهاتِ.
 
الإخوةُ والأخواتُ:
كما قَبِلْنَا التحديَّ وخُضنا معركتَنا العسكريّةَ ضدَّ العدوانِ والحصارِ الغاشمِ ، فبهذا التدشينِ نعلنُ اليومَ لدولِ العدوانِ وللعالِمِ أجمعَ ، أننا عَزَمْنا على خوضِ معركةِ بناءِ الدولةِ اليمنيّةِ كاملةِ السيادةِ والاستقلالِ ، حيثُ وهي الرافِعةُ الأَسَاسيةُ لإنهاءِ الاحتلالِ وتحريرِ كُـلِّ شبرٍ من دنسِ الغزاةِ واستعادةِ اللُّحمةِ الوطنيّةِ وترسيخِ الوَحدةِ اليمنيّةِ وتحقيقِ الاستقرارِ والرخاءِ والازدهارِ لشعبِنا اليمنيِّ العظيمِ.
ويتمثّلُ التحديْ الحقيقيُّ الذي واجهه شعبُنا منذُ اللحظةِ الأولى لانتصارِ ثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدةِ في الاستهدافِ المباشِرِ والعدوانِ الغاشِمِ الذي سعى إلى كسرِ عزيمتِه وضربِ وَحدتِه ووأدِ ثورتِه ومَنْعِ بناءِ دولتِه الحرةِ المستقلةِ ، وبفضلٍ من الله أنها لم ولن تنجَحَ.
وها هي الحقيقةُ واضحةٌ وضوحَ الشمسِ في رابعةِ النهارِ التي تكشفُ وتؤكّـدُ أَن دولَ العدوانِ تسعى بِـكُــلِّ ما تَمْلِكُ إلى إعاقةِ قيامِ هذهِ الدولة وتفتيتِها وتجزئتِها وما يحصُلُ في المحافظاتِ والمناطقِ الخاضعةِ لسيطرةِ الاحتلالِ ومرتزِقتِهم خيرُ دليلٍ وشاهدٍ على ذلك ، فعنْ أيَّةِ دولةٍ يتحدثون؟ وَأيةُ شرعيةٍ مزعومةٍ يدّعون؟ وأيةُ مؤسّساتٍ يمكنُ لهؤلاءِ المرتزِقةِ الحفاظُ عليها أَو الدفاعُ عنها من فنادقِ الرياضِ ودبي ناهيكُم عن إقامتِها.
 
ونؤكّـدُ هُنا على مجموعةٍ من الموجِّهاتِ لعمليةِ التنفيذِ على النحوِ التالي:
1- التركيزُ على الإصلاحاتِ المؤسّسيةِ؛ باعتبَارِها الخطوةَ الأولى نحوَ إرساءِ مداميكِ بناءِ الدولةِ اليمنيّةِ الحديثةِ.
2- التزامُ كافةِ قياداتِ مؤسّساتِ وأجهزةِ الدولةِ بتجسيدِ قِيَـــمِ الرؤيةِ ، وتقديمُ النموذجِ ، وتجسيدُ الموجِّهاتِ القيميةِ ، ومن أهمِّها الالتزامُ بالعدلِ الذي ينبغيْ أَن يكونَ سلوكَ الجميعِ ، والإحسانُ في العملِ وإتقانُه مبدأٌ أَسَاسيٌّ للنجاحِ ، والالتزامُ بالحكمةِ والرُّشْــدِ في اتِّـخاذِ القرارِ ، وتعزيزُ روحِ التعاوُنِ والإنتاجِ.
3- العملُ على استكمالِ إعدادِ وتطبيقِ مدوَّنةِ قواعدِ السلوكِ الوظيفيِّ وأخلاقياتِ الوظيفةِ العامةِ ، بما يجسِّــدُ التعامُلَ مع المسؤوليةِ كواجبٍ شرعيٍّ في خدمةِ الناسِ ، لا مقاماً للاستعلاءِ عليهِم ، ولتصحيحِ دوافعِنا الذاتيةِ للقيامِ بالمسؤولياتِ ، والنهوضِ بها.
4- الحرصُ على تظـافُـــرِ الجهودِ ، فالعملُ يحتاجُ إلى إرادةٍ جَمْعيةٍ توازيْ تلك الإرادةَ التي يمتلكُها المقاتِلُ في جبهاتِ العزةِ والكرامةِ ، وبما يحقّقُ تلك الغاياتِ والأهدافَ ويليقُ بتضحياتِ الشعبِ اليمنيِّ العظيمِ.
5- الالتزامُ بمبادئِ العملِ المؤسّسيِّ وتفعيلُ دورِ القيمِ المؤسّسيةِ في إدارةِ مؤسّساتِ الدولةِ ، وترسيخُها كسلوكٍ وممارسةٍ في إدارةِ التغييرِ والتطويرِ.
6- العملُ على تنظيمِ مشاركةِ المجتمعِ وقُوَاه بِـكُــلِّ مستوياتِها؛ لتكونَ هذه المشاركةُ حاملةً لتأمينِ التطويرِ ومعزِّزةً ومراقبةً لإدارتِها لتكونَ فاعلةً وناجحةً وتحاسِبُ المُقَصِّرَ في تنفيذِ تلكَ المهامِّ والخططِ.
7- تغييرُ نَمَطِ إدارةِ الدولةِ بأساليبَ متطورةٍ وفعّالةٍ ، والتحوُّلُ مِن ثقافةِ الوظيفةِ العامةِ إلى ثقافةِ الخدمةِ العامةِ ، والاستفادةُ من التجارِبِ المماثلةِ التي واجهت وتجاوزت تحدياتِها؛ نتيجةَ إرادةِ التغييرِ والتطويرِ التي عملوا على تحقيقِها من خلالِ إرادةِ وسلوكِ القيادةِ السياسيّةِ ومسؤولي الدولة.
8- إنَّ على جميعِ مَن هم في مواقعِ المسؤوليةِ اليومَ في كافةِ مؤسّساتِ الدولةِ بمختلفِ مستوياتِها أن يتحمَّلوا مسؤولياتِهم في عمليةِ التنفيذِ والمتابعةِ بما يضمَنُ تحويلَ الرؤيةِ إلى واقعِ التنفيذِ ، كُــلٌّ بحسَبِ خطةِ جهتِه ومؤسّستِه ، وأن تقييمَ أدائِهم سيتمُّ بناءً على مستوى التزامِهم بإنجازِ غاياتِ الرؤيةِ وأهدافِها.
9- التركيزُ في عمليةِ التنفيذِ على المبادراتِ والبرامجِ ذاتِ الأَثَرِ الاستراتيجيِّ المتعلقةِ بترسيخِ مبدأِ الإحسانِ والعدلِ ومكافحةِ الفقر وتحسينِ سُبُلِ العيشِ وترسيخِ القِيَمِ الروحيةِ والمبادئِ والأخلاقِ في أوساطِ المجتمعِ.
10- تركيزُ مؤسّساتِ الدولةِ وقياداتِها على استنهاضِ المجتمعِ وتعزيزِ عواملِ الصمودِ والسعيِّ نحوَ تحقيقِ التكامُلِ بينَ كافةِ هيئاتِ وأجهزةِ ومؤسّساتِ الدولةِ ، وعلى كافةِ المستوياتِ في مواجهةِ العدوانِ وتعزيزِ التماسُكِ وتوعيةِ وتحصينِ المجتمعِ لمواجَهَةِ الأنشطةِ المُعاديةِ التي تستهدفُ القِيَمَ والمبادئَ الأخلاقيةَ والدينيةَ والوطنيّةَ.
 
الحضورُ الكرامُ:
وِفْـــــقَ هذهِ الموجِّهاتِ سيسجِّلُ اليمانيون -بفضلِ اللهِ- قصةَ نجاحٍ لإنجازِ بناءِ الدولةِ المنشودةِ برغمِ العدوانِ والحصارِ.. وإذ نَحُثُّ الخُطَى نحوَ تحقيقِ غاياتِنا وأهدافِنا فَإِنَّنا نَمُدُّ أيديَـــنا للشراكةِ والتعاونِ مع كافةِ الأحزابِ ومنظماتِ المجتمعِ المدنيِّ والنقاباتِ والقطاعِ الخاصِّ ووسائلِ الإعلامِ نحوَ تحقيقِ مشارَكةٍ واسعةٍ ومُسَاءَلةٍ مجتمعيةٍ فاعلةٍ لمختلفِ مراحلِ التخطيطِ والتنفيذِ والمتابعةِ والتقييمِ للرؤيةِ الوطنيّةِ. بما يُفضِيْ إلى تعزيزِ عملِ مؤسّساتِ الدولةِ ، ويرتقيْ بالخدماتِ التي تقدِّمُها.
ونؤكّـدُ أَنَّ اليمنَ سيستمرُّ بالنهوضِ بدورِه التاريخيِّ في الدفاعِ عن قَضَايا أُمَّتـِنا العربيةِ والإسلامية ، وفي مقدمتِها القضيةُ الفلسطينيةُ ، وإقامةُ الدولةِ الفلسطينيةِ المستقلَّةِ على التُّرابِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ وعاصمتُها القُــدْسُ الشريفُ.
أدعو اللهَ تبـاركَ وتعالى أن يُلهِمَنـا الإرادةَ والعزيمةَ والتوفيقَ في تحمُّـــلِ مسؤولياتِنا وخدمةِ وطنِنا الغاليِّ وشعبِنا وأمتِنا.
والسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ..
قد يعجبك ايضا