نص كلمة الرئيس المشاط في اللقاء التشاوري لبناء القدرات والتنسيق بين قيادات اجهزة الدولة

ألقى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى اليوم كلمة في اللقاء التشاوري لبناء القدرات والتنسيق بين قيادات اجهزة الدولة
 
فيما يلي نصها:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد:
إن من مباعث الفخر والاعتزاز أن نشارك معكم ونبارك لكم مثل هذه الورشة المعرفية التي من أكبر أهدافها تكريس المعارف والمفاهيم التشاركية التي يجب أن تعمم على الجميع، هذه الورشة وأمثالها الكثير، نحن بدأنا في مجالات متعددة فيما يتعلق بالمنظومة العدلية فيما يتعلق بالشؤون المحلية، المحافظات، الآن بدأنا مع الجانب الحكومي.
يعني هذه الورشة تعتبر تدشين أو بداية عملية ستستمر مراراً وتكراراً حتى نخلص إلى مفاهيم نخلص إلى برامج عمل واضحة وموحدة في أطار الرؤية الوطنية.
نحن فيما يتعلق بالمسؤولية ، في موقع المسؤولية شئنا أم أبينا، وهذا الكلام تحدثنا فيه مع المحافظين، أن المسؤول في موقع المسؤولية يجب أن يستغل الموقع الذي هو فيه ، ولا عذر لأحد أن يتعذر بالإمكانات أو ما يتعلق بالإمكانات، صحيح أنها عامل اساسي ولها دور اساسي في إعاقة كثير من الانجازات، لكن ليست عذرا وغير مقبول التعذر بها، إذا حصل هناك إرادة ونية وجدية فالحلول والانتاج والابتكار ممكن أن يكون من خلال هذه الإرادة، والحلول كثيرة وقد رأينا، طبعا لا نتحدث في كلام خيالي أو نخرجكم في علوم أخرى فيزيقيائية، نحن نتحدث عن أمور حدثت واقعاً وبلا شيء أصبح الشيء موجود، بالتالي يصبح هذا حجة ، حجة على المسؤول الذي لا يتحرك في هذه الآونة، المسؤولية كبير علينا جميعاً، ويجب علينا أن نتحملها بجدارة، إذا قلنا مسؤولية يجب أن نتحملها بجدارة، يعني أننا لا ننتظر الأخرين يقومون بأعمالنا، أو يقومون بالمسؤولية الملقاه علينا، المسؤولية هي علينا يجب علينا أن نتحملها بجدارة، إلا إذا أحنا لسنا أهلاً لها، فمن رأى في نفسه أنه غير أهلاً لهذه المسؤولية وغير جدير بهذه المسؤولية ممكن يعني قبل أن تتحول إلى لعنة على المسؤول الذي يتشبث لها وهو يرى في نفسه أنه غير جدير بها، أرى أنه قبل أن تتحول إلى لعنة عليه يجب أن يقول أنه غير قادر، وهذا شرف له وفخر، بل يجب أن نعتبر أنفسنا أن نكون نموذج إذا قلنا ذلك يعني مبادرة كبيرة ونموذجية إذا قلنا بهذا الشيء.
كذلك فيما يتعلق بموضوع الطموح والتطلعات فلا أحد منا يحتقر عمله مهما كانت النتيجة بسيطة صحيح نحن في ظروف الذي يجب علينا أن نفكر وأن نبدع وأن ننتج، أن نخطط أن ننسق أن ننفذ، هذا الذي يجب علينا وهذه مسؤوليتنا.
لا يحتقر يعني كثير من الأخوة لما يبدأ يشوف في مشروع معين من مشاريع عمله يرى أن النتيجة ستكون ضئيلة، يا أخي المسؤولية عليك أن تعمل بكل ما هو ممكن ومتاح لديك، هذه المسؤولية عليك، اتحرك مهما كانت النتيجة فلا يحتقرا أحدا ً منكم عمله مهما كانت نتيجته، لانه لكل موقف أثر ، لكل عمل أثر في واقع الحياة، لكل جلوس وقعود وتخاذل على المسؤولية أثر سيئ في واقع الحياة ، أنت مسؤول عنه، يجب أن نكون بمستوى المسؤولية أن نحملها بجدارة أو نتخلى عنها بشرف، إذا لم نقم بها بجدارة نتخلى عنها بشرف، وهذا هو أشرف لكل واحد منا.
المسؤولية هذه تتلخص في أن نكون عند مستوى تطلعات وطموح وتضحيات شعبنا، هذه خلاصة المسؤولية الملقاه علينا، أليست كبيرة والله كبيرة إذا تحدثنا عن تضحيات شعبنا، وطموح وتطلعات شعبنا إلينا، تعتبر المسؤولية كبيرة جداً، بمعنى إذا قلنا أن نكون عند مستوى طموح وتطلعات شعبنا لا نسترخص هذه المسؤولية، أنا أرى أنها مسؤولية كبيرة جداً ، يجب أن نكون بمستواها.
كذلك فيما يتعلق بموضوع كل الصعوبات التي وقعت بلدنا فيها، نتيجة سياسة العدوان سواء قبل العدوان المعلن أو خلال العدوان المعلن علينا، جدول كبير من الصعوبات والمعوقات، وكل يوم ولدينا صعوبات ومعوقات، لكن الرجال الحقيقيين الرجال الذين هم بمستوى المسؤولية، يجب أن يحولوا كل هذه الصعوبات والمعوقات إلى فرص، كل هذه التحديات إلى تطلعات وطموح لما يصبوا إليه شعبنا، هؤلاء هم رجال المسؤولية الذين يجب أن نكون بمستواهم، فالصعوبات نحولها إلى فرص، كذلك يجب على العدو أن يفهم وهذه المسؤولية علينا يجب أن نوصل هذه الرسالة للعدو أنه وراء كل صعوبة يفرضها علينا أننا ننتج حلاً، هذه مسؤولية علينا، وراء كل يفرضها العدو وهذا يجب أن يفهمه، وفعلا دخلنا في كثير من الصعوبات والإعاقات التي يحاول العدو أن يوجدها علينا ونحولها إلى حلول سواء على المدني على المستوى الاقتصادي على المستوى العسكري أيضاً، كل ما أوجد العدو صعوبة ومشكلة تساعدنا في أن نضغط على أنفسنا في إيجاد حل وهذا ما يجب أن يفهمه، وهذه الرسالة يجب أن توصل للعدو من كل مسؤول منا في أطار مسؤوليته وعمله.
وهذا قد مارسنا كثير في مستويات متعددة مثلما قلت لكم على المستوى الاقتصادي على المستوى العسكري على المستوى السياسي على المستوى الإنساني على مستويات متعددة.
فيما يتعلق بموضوع العدو أيضاً أنا سمعت أمس تصريح لمندوب العدوان في مجلس الأمن، الذي تحدث بسوء عن اليمنيين في بداية العدوان، يقول بأنه يشعر بالتفاؤل، لكن أريد أن أؤكد من خلالكم بأنه لا يجب أن يشعر لا هو ولا غيره بالتفاؤل ما دام شعبنا يرضخ تحت وطأة الحصار والعدوان، تفاؤله في غير محله.
إذا أراد أن يشعر هو وغيره بالتفاؤل يدخل إلى بوابة السلام، بوابة السلام مدخلها الجوانب الإنسانية، إذا لديك إنسانية أشعر بالسلام، لكن إذا ما لديك إنسانية يجب أن تفهم أن لا ترجم بيوت الناس وبيتك من زجاج، سترجم إذا أنت ترجم بيوت الناس سترجم أيضاً فما دام بلدنا تحت وطأة العدوان، لا يجب أن يشعر أحد من مسؤولي دول العدوان بالطمأنينة ولا يجب أن يشعر بأي شعور إيجابي، يجب أن يكون تشائمي، حتى يدخل للسلام وللحلول السلمية التي مدخلها البوابة الإنسانية، هذا ما يجب أن يفهمه العدو.
نحن نتحرك ونعمل في كل الاتجاهات وفي كل المجالات، شيئا فشيئا، هناك نجاحات ملموسة تشكروا عليها، يعني أحنا إذا حاولنا أن نضغط على أنفسنا نركز على السلبيات فهذا أعتقد جانب إيجابي، يعني حتى نحاول أن نكمل البناء، الايجابيات كثيرة لا نحاول أن نتحدث عنها في كثير من المواطن، سواء معكم أو مع المحافظين أو مع الجهات الأخرى، لأنها ملموسة ويلمسها المواطن، نحن نركز على الجانب السلبي في كيف نقوي في كيف نسد كل الجوانب السلبية في كيف نسد كل الثغرات الموجودة، هذا هو حديثنا، البعض لما يأتي لا يسمع الحديث إلا على الجوانب السلبية، يعني قد تنشأ لديه عقده لا، أحنا نحاول أن نبني كل الاختلالات أن نلامس كل الاختلالات ونعمل على معالجتها، وهذا هو دورنا.
إذا أصبحنا نتغنى بالجوانب الإيجابية سيبدأ العد التنازلي، في أنقاص الحالات الايجابية، الحالات الايجابية كثيرة وقد بدأت أنشطة لمسناها في الأيام الماضية، فيما يتعلق بتفعيل المنظومة العدلية، برئاسة الأخ محمد علي الحو.ثي، هذا يبعث على الفخر والاعتزاز والارتياح أيضا، كذلك فيما يتعلق بالأنشطة المتعلقة بموضوع مكافحة الفساد، فيما بتعلق بإدارة الشكاوى، والمؤتمر الصحفي الذي تم برئاسة الأخ مدير مكتب رئاسة الجمهورية هذا لامس ارتياح كبير جداً لدى المواطنين.
نحن سنواصل في مثل هذه الأنشطة سواء على المستوى المحلي أو على المستوى المركزي، وإذا لم يكن كل همنا وجهودنا هو المواطن هو هموم المواطن هو ما يحقق الخير للمواطن فلا خير منا، قاعدة، إذا لم تنطلق برامجنا جميعاً كلا فيما يخص إلى ملامسة هموم المواطن إلى حلول ومعالجة هموم المواطن، فلا خير فينا ولا خير في خططنا ولا خير في أعمالنا.
نحن من هذا المنطلق لا نأتي لدغدغة مشاعر المواطن من خلال هذه الأنشطة التي تحقق العدل للمواطن سواء على مستوى المنظومة العدلية أو غيرها، حقه المستحق في أي شكوى بأي مسؤول أو في مكافحة فساد لا نأتي من منطلق دغدغدة المشاعر للمواطن، بمعنى أننا لا نخاطب المواطن ، نحن نحاكي المواطن من خلال هذه الأنشطة نحاكي مشاعر المواطن نلامس همومه، بعيدا عن الخطابات السياسية أو الشعبوية، نحن لا ننتهج هذا الاسلوب لا شعبويا ولا سياسياً لكننا نلامس همومه ونحاكي مشاعره، نتلمس همومه ونحاكي مشاعره ونعمل على معالجتها.
أنا أقف أمامكم الأن وأنا متأسف، كلنا متأسفين جميعاً، في الصعوبات المتعلقة بموضوع الموظف الحكومي، الذي لم نستطع الإيفاء بنصف الراتب كما وجهنا سابقاً، طبعاً في هذا الصدد وزارة المالية اعتذرت لانه بعد القرار الذي اتخذناه حصلت صعوبات والعالم يعرف كله يعني دخلنا في جائحة كورونا، دخلنا في الاجراءات التعسفية التي قام بها العدوان على ميناء الحديدة، خفف كثير من الإيرادات، بمعنى وزارة المالية لم تستطع أن تفي بالالتزام الذي الزمناها به، وهذا ما يجب أن يفهمه المواطن، لأنه الكثير يسأل، لماذا الرئيس وجه ثم لم ينفذ؟ ، رغم أنه الواقع يعني المتغيرات التي حصلت عالمياً وليس على مستوى اليمن، يعني كانت في هذا الصدد لدول مستقرة فما بالكم ببلدنا وهي في وضع وظروف استثنائية صعبة، الظروف الصعبة هذه أعاقتنا عن تحقيق ما يمكننا لهذا الشعب، وهذا شيء مؤسف جداً بسبب سياسة العدوان وبسبب أشياء طارئة عمت العالم كله.
أحنا دخلنا في معتركات كثيرة في مقدمتها تلبية هموم الناس، الذي تم في الأيام والاسابيع الماضية، هذا المعترك سنمضي فيه، كذلك فيما يتعلق بموضوع مكافحة الفساد، أريد أن أؤكد من خلالكم أننا لم ولن ندخل في هذا المعترك من البوابة السياسية أبداً، نحن إذا تحدثنا عن الفساد نحن نتحدث عن معركة قيم عن معركة مبادئ عن معركة قانون، يعني المعركة ليست معركة إعلام ولا معركة سياسية، نحن في معترك معركة قانون معركة قيم، معركة تطلعات وتضحيات شعب، هذا يجب أن يفهمه الجميع، سواء مسؤولين أو مواطنين، وأن لا نذهب بعيدا أيضا ولا نسيس مثل هذه الخطوات، فالبوابة التي دخلنا منها في هذه المعترك هي بوابة المسؤولية، بوابة المسؤولية التي دخلنا هذا المعترك من خلالها.
فيما يتعلق بموضوع سير عمل الحكومة والبرامج سواء على مستوى الرؤية الوطنية أو على مستوى توجه القيادة الثورية والقيادة السياسية، فيه حالات إيجابية لا أخفيكم، لكن أنا لا أخفيكم أيضا أنه في أشياء مقلقة شيئا ما، عندما أقول لكم فيه بعض الوزراء س أو ص، لا اتحدث عن وزير بعينه، التقييم لدينا فيما يتعلق بمستوى أدائه سواء على مستوى الرؤية الوطنية أو على مستوى الخطط التشغيلية المتعلقة بمسؤولية كجهة ومؤسسة رسمية صفر، وهذا شيء مؤسف جداً.
أحنا أطلعنا على التقييمات الأولية لحظنا فيه من يوجد لديه تقييم صفر في وزارته، أو مؤسسته تقييم صفر، قلنا نؤجل هذه العملية والمحاسبة، نعطي فرصة ونعمل ورش، في محاولة تنشيط وتفتيح أفكار المسؤولين القائمين ليعرفوا أين هم، أين مستواهم، أين دورهم من الإعراب، كيف مسؤوليتهم منحنا هذه فرصة الشهرين، وعملنا على أيجاد تخطيط لهذه الورش في هذا السياق، حتى لا ندخل في العام 2021م، أن شاء الله، لأنه غير مقبول بعد الإنذار، طبعا أنا شخصيا من أوقف هذه الاجراءات لانه قلت بعد الانذار تأتي العقوبة.
طبعاً يجب على الجميع أن يفهم أنه في أطار مسؤوليتك في أطار إخلالك بمسؤوليتك أيها المسؤول لا يحميك حزبك لا يحميك حزبك لا يحميك انتمائك، أنت رجل دولة بالدرجة الأولى.
صحيح أن لديك انتمائك، أنا أريد أن الغي هذا الكلام، سواء ا نصار. الله أو مؤتمر أو أي حزب أخر، لكن دخلت مؤسسة الدولة أنت مسؤول الدولة، أنت مسؤول دولة لا تنتمي إلا إلى المواطن إلا إلى مؤسستك، إلا إلى الدولة، وهذا يجب أن نفهمه جميعاً، أنه إذا اتخذنا إجراءات وخطوات ، أنت تستحقها، لا يمكن أن يحميك مكونك أبداً، إذا ما عملنا على فترة انذار وعملنا على اتاحة فرصة ليعرف كل واحد أين دوره وأين مستواها وما يجب أن يعمل، دخلنا في إجراءات لا ينفعك لا حزبك ولا مكونك ولا نسبك ولا أي انتماء، لا ينفعك إلا عملك لا ينفعك إلا أدائك، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع .
هذا باختصار ما حبيت أن أشاركم فيه في هذه الورشة اسأل الله سبحانه وتعالى لكم العون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قد يعجبك ايضا