الرئيس المشاط في مقال بصحيفة الثورة: الرئيس الشهيد الصماد كان الغائب الحاضر والملهم

قال الأخ مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى إن الرئيس الشهيد صالح الصماد الذي نحيي اليوم ذكراه الأولى بعد ثلاثمائة وستين يوما مضت كان في كل ساعاتها هو الغائب الحاضر، والملهم الثائر، والمجد المتجدد، والثورة المتعاظمة.
وأشار الرئيس المشاط في مقال له بصحيفة الثورة اليوم بعنوان “خاطرة في الذكرى الأولى لرئيس الشهداء سلام الله عليه”، إلى أن الشهيد الصماد سيبقى يسافر عبر الأجيال اسماً مشرفاً، وروحاً ملهمةً، وقائداً فذاً ينبض بالكرامة والشموخ وبقيم الخير والسلام وحياة المبادئ، مثلما سيبقى مشروعاً خالداً يجسد عظمة القرآن الكريم، ويشهد بحكمة وإيمان اليمن الميمون، وينشر على النفوس جمال الحق ونسيم الحرية وعطر الشهادة وعشق الأرض وحب الوطن.

وأضاف” وأمام هذا العدوان البغيض شكلاً ومضموناً وهدفاً وسلوكاً ووسيلةً وأدوات وتكوينات كان لزاماً على هذه الأرض الطيبة أن تُخرج أثقالها، وأن تستنفر أباة الضيم من أبنائها انتصاراً للأوجاع في صدور الثكالى، وللدموع في عيون اليتامى، وللحياة الكريمة في مستقبل الأجيال، جهاداً في سبيل الله وذوداً عن الدين والمستضعفين، ودفاعاً عن قضية عادلة، وشعب كريم مظلوم، وعرض مصون يراد له أن يهون” .

وأردف الرئيس المشاط ” في خضم الملحمة التاريخية من الجهاد والعطاء والصمود سارت القوافل بأكرم ما فينا من الإخوة والرفاق، وبأعظم ما أنجبته هذه الأرض من الرجال – شهداء كرماء – في مواكب من نور عبرت وعطرت تراب الوطن الغالي على امتداد رقعته الفسيحة، ومختلف مناطقه ومكوناته العزيزة وكان في طليعة هؤلاء العظماء ولاريب ذلك الأخ العزيز والمجاهد النموذج الرئيس الشهيد صالح بن علي الصماد”.

وتابع” نعم لقد مر عام كامل كان كل يوم فيه شاهداً جديداَ وإضافياً على عظمة التوفيق الإلهي لهذا الشهيد الكبير، وعلى عظمة رجال الدولة حينما ينحازون لبلدهم، ويضعون دينهم ووطنهم وشعبهم فوق أنفسهم وفوق مناصبهم ومصالحهم، ليصبحوا بالفعل روافد من العطاء المستدام، ونماذج مضيئة يحتضنها الشعب بحب، ويستقبلها التاريخ بفخر، ولعل هذا هو أهم مايجب أن نستحضره ونتعلمه في هذه الذكرى الخالدة على نحو خاص وفي كل وقت تمر بنا ذكريات الشهداء بشكل عام”.

ومضى قائلاً ” وبكل تأكيد لا أظنني في عجالة كهذه أستطيع الحديث عن كل ما يختلج في جوانحي من مشاعر الفخر والاعتزاز تجاه هذا الشهيد العظيم وما قدمه لدينه ووطنه وشعبه وأمته ولكن يكفي أن الله اصطفاه شهيداً وهو إلى جانب وطنه وشعبه المظلوم، ويكفي أن الشهداء جميعاً هم على الدوام عظماؤنا، وهم على الدوام مشاعل الهداية والحرية والشموخ في زمن التيه والعبودية والانبطاح”.

وأكد الرئيس المشاط  أهمية الوفاء للمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء ومواصلة السير على دربهم، ومضاعفة الجهود والصمود ورفع وتيرة التصميم والمثابرة على دحر الغزاة وتلقينهم الدروس تلو الدروس حتى تحرير الأرض والقرار، ومواصلة بناء المؤسسات وتطوير القدرات، وصون وتعزيز المكتسبات، والإخلاص في خدمة الشعب، وتعزيز الأمن، وغير ذلك مما يندرج ضمن مصاديق الوفاء لدماء الشهداء.

وجدد التأكيد على أن الاهتمام الدائم بالشهداء، وتعظيم أسرهم، وتخليد ذكراهم، والإبقاء عليهم كنماذج تسكن الضمير والوجدان واجب ديني ووطني لا يقتصر على شخص دون آخر، ولا على فئة دون فئة، ولا على زمان بعينه أو مكان بعينه، وإنما هو واجب ممتد بامتداد عطاءات الشهداء، وثابت بثبات مبادئهم وهو بالنسبة للشهداء استحقاق يطوق أعناق الجميع، وعهدة حق تتوارثه الأجيال في الحاضر والمستقبل.

 واختتم  الرئيس المشاط مقاله بالقول” ذلك نهج الصماد، وما تعلمناه من الصماد، ومدرسة الصماد، وذلك هو ما يجب أن نتمسك به، ونسعى إليه، وهو ما نعاهد الشهداء ورئيس الشهداء عليه وعلى السير فيه، حتى يجمعنا الله بهم في مستقر رحمته”.
قد يعجبك ايضا